بحث عن الشخصية الكمالية
جدول المحتويات
بحث عن الشخصية الكمالية ، أول ما يجب التعرف عليه في بحث الشخصية الكمالية هو تعريف الكمالية على وجه العموم إذن ما هو مصطلح الكمالية ؟
الكمالية : في علم النفس هي سمة شخصية تتسم بكفاح الفرد لبلوغ الكمال ووضع معايير عالية جداً للأداء ، يصحبها تقييمات نقدية مبالغة للذات و مخاوف من تقييمات الغير ، و الأفضل تصويرها على أنها صفة متعددة الأبعاد ، حيث اتفق علماء النفس على اشتمالها على العديد من الجوانب الإيجابية و السلبية ، و في صورتها السيئة التكيف ، تدفع الكمالية الأفراد لمحاولة تحقيق المثالية التعجيزية ، و قد تدفعهم كماليتهم التكيفية في بعض الأحيان إلى الوصول لأهدافهم و في النهاية يستمدون الشعور بالسعادة من فعلهم هذا و عندما يخفقون في تحقيق أهدافهم يجعلهم هذا يصابون بالاكتئاب .
الكمالية : سمة شخصية تتميز بوضع معايير عالية للغاية لصاحبها أو للآخرين من حوله .
صفات و خصائص في الشخصية الكمالية :
- رفض النقص ” التفكير الجامد “ : الفرق بين الكمالي و المتفوق من ناحية الأهداف أن المتفوق يرضي بالنجاح المحقق حتى و لو لم يكن مطابق للهدف الرئيسي ، أما الشخصية الكمالية ترفض رفضاً قطعياً النقص و لو كان بسيط في أهدافها المنوطة و تعتبر ذلك فشل ، و ذلك ينمّي فيهم الشعور الدائم بالقلق و الخوف من عدم الوصول إلى أهدافهم
- النقد الدائم للذات و للغير : الأشخاص المتميزون عادة ما يكونون فخورين بإنجازاتهم و حريصين دائماً على تطوير ذواتهم و صقلها بالمزيد من المعرفة و الخبرة أما الشخصية الكمالية عادة ما تستمر في التحسس و تتبع أخطائها و عيوبها في أنفسهم و بالآخرين أيضاً ، وفي المقابل لا يحبون تلقي أي انتقاد ولو كانت بناء و يكون ردهم بطريقة دفاعية مائلة إلى الانفعال و الرفض و عدم القبول
- معاييرهم بعيدة عن المنطق و الواقعية نوعاً ما : دائماً ما تتصف أهداف الكماليين بالصعوبة في الوصول إليها و لو كانت أهداف أولية تتسم ببعد المنال
- التركيز على النتائج : الشخص المتميز عادة ما يكون مستمع فيما يصنعه إلى أن يقوده للنتيجة المرجوة و يكون خلال عملية العمل للوصول للنتيجة مكرّس تركيزه بنجاح الخطوة الحالية للانتقال إلى ما تليها وصلاً للهدف الكبير فتكون كل خطوة للوصول للهدف الكبير هي خطوة صغيرة على مخطط السير ، لكن بالمقابل الشخص الكمالي لا يرى غير الهدف مما يجعله في دوام القلق حيال تحقيق الهدف و الخوف من الإخفاق فيه .
- الاكتئاب في حال عدم تحقيق الأهداف : كل ما ذكرنا مسبقاً من صفات الشخصية الكمالية يجعلها أقل سعادة و اطمئنان و هذا ما يجعلها تميل إلى الانغلاق على النفس و الاكتئاب و تقييد أرواحهم بمشاعر الطاقة السلبية و لوم النفس و يحتاجون فترة قبل العودة إلى العمل .
- المماطلة و التسويف : نتيجة الخوف الدائم من الفشل لدى الشخصية الكمالية هذا ما يدفعها إلى تأجيل ما ينبغي فعله خوفاً من عدم الإصابة في تحقيقه و بالتالي يتأخر في الإنجاز و تزيد احتمالية الإخفاق و يستمر بالدوران في نفس الحلقة دون تجديد أو تغيير .
أبعاد الكمالية
- البعد الأول : الكمالية التي يكون مصدرها من الذات ، فيضع الشخص لنفسه المعايير العالية .
- البعد الثاني : موجهة نحو الآخرين و يتضمن وضع معايير عالية و عمل توقعات غير واقعية من جانب الشخص للآخرين
- البعد الثالث : الكمالية المحددة و الموجهة من المجتمع و يتضمن اعتقاد الأفراد أن الآخرين لديهم توقعات عالية تجاههم و أنهم يقيمونهم و يضغطون عليهم ليكونوا على نحو تام
أهم أسباب الكمالية
- الأسرة و الوالدان
- النقد المستمر من الأهل
- المقارنة بين الطفل و الآخرين من أقرانه
- الحب المشروط له من الأهل
- العنف الأسرى
- أساليب التربية الخاطئة
- الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي
أثر الكمالية على الصحة النفسية
الكمالية هي اضطراباً نفسياً بالإضافة إلى أنها عامل شائع في العديد من الاضطرابات النفسية في حال التعامل بشكل خاطئ معها و خصوصاً تلك الاضطرابات المرتبطة بالأفكار و السلوكيات ، و على صعيد الصحة النفسية على وجه الخصوص قد تؤدي الشخصية الكمالية بصاحبها إلى الاكتئاب و القلق و الوسواس القهري اضطرابات الأكل و لو ازداد الأمر سوءاً ممكن أن يكون عامل يؤدي إلى اضطراب ثنائي القطب و ذلك بسبب أن يجعل نفسه يعيش في عالمين مبتعدين كل الابتعاد عن بعضهما البعض ” العالم المثالي ، العالم الواقعي ” و هذا يجعله أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب أو الانتحار
كيف يمكن التغلب على الكمالية :
- الاعتراف بوجود المشكلة : من المؤكد أن الاعتراف بوجود مشكلة هي نصف الحل في أي مجال من المجالات الحياتية أو العملية ، لذلك فإن الخطوة الأولى و الأهم للتغلب على الكمالية هو الاعتراف بوجود مشكلة لأنها تسهل عملية التغيير في شخصية و نفسية الشخص الكمالي و تسهم في تغيير التصرفات بشكل مبدأي و كثير من الطبائع و السمات الشخصية .
- معرفة الأسباب التي تقود الشخص إلى حب الكمالية و التمسك بها كأسلوب حياة : عند المعرفة بالمسبب لمشكلة ما حينها يبدأ وقت مجابهته ف عند معرفة الأسباب التي تجعل الشخص يهوى الكمالية و يتبناها في حياتها حينها يستطيع وضع الخطوات المتتابعة للتخلص منها و التغلب عليها و بالتالي التغلب على الكمالية.
- مواجهة السيء : دائماً ما يقلق صاحب الشخصية الكمالية حيال الفشل و الإخفاق و يكون في خوف دائم بسبب ذلك لكن الطريقة المتبعة لمواجهة و تخطي المخاوف دائماً هي مواجهتها للاعتياد على ذلك و بهذا يكون الشخص تخلص من أبرز طباع الشخص الكمالي .
- تحديد معايير العمل قبل البدء به : تحديد معايير العمل قبل البدء به مهم جداً لتفادي الغرق في دوامة السعي إلى الكمال ، بل كل ما يجب عمله هو ما نحتاج إليه فقط .
- الحرص عند مخاطبة الذات : يجب مراقبة و متابعة النفس في الكلام المتردد بين ذاتها و تجنب أي كلام و عبارات يغذي هوس الكمالية
- وضع مواعيد نهائية للتسليم : هذه الإستراتيجية تقضي على أحد طباع الشخصية الكمالية و هي التسويف و التأجيل فوضع موعد نهائي للتسليم تشجع الشخص على الإنجاز و السعي المستمر في كل خطوة للوصول للهدف في نفس موعد التسليم دون تأجيل بسبب الخوف و القلق حيال النتيجة .
مخطئ من يظن أن الكمالية أمر جيد أو ضروري فهو يخالف سنة الكون و شريعته بأن الكمال لله ، و المخطئ بشكل أكبر هو من يعاند أنه على حق و يرفض التغيير ، العناد لن يجلب لصاحبه سوى الاستمرارية و الدوام في التخلف