جدول المحتويات
دعاء سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
متى قيل هذا الدعاء
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً، حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: ((مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟)) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)).
بعض دلالات هذا الحديث
يدل قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” ثمّ رجع بعد أن أضحى “ على حرصه عليه السلام على الجلوس في المسجد إلى وقت الضحى .
أما في قوله: ” ما زلتِ على الحال الّتي فارقتك عليها ؟ “ فيه دلالة واضحة على اجتهاد جويريّة بنت الحارث زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذكر الله تعالى وعبادته.
أما المقصود في قوله: ” أربع كلمات ” أي أربعة جمل .
أما قوله ” سبحان الله “ فيقصد بخ تننزيه الله عن كل نقص فهو عز وجل لا يغفل ولا ينام ولا يمرض ولا يتعب ولا يضعف ولا يعجز ولا يحتاج إلى أي أحد لا إلى ولد أو زوجة .
” وبحمده “ معنى الحمد هو عكس الذم أي أن الله تعالى يملك كل صفات الكمال والجمال والجلال أي أنه كامل في ذاته وفي صفاته وأفعاله
“عَدَد خلْقِهِ “ والمقصود فيها ليس عدد الْخلق في الْخلائق الموجودين في زمن معيّن ، بل عدد الخلائق المتواجدين في جميع الأزمنة أي يشمل في قوله كل الْخَلْق كما أنه ليس المقصود فيه صِنْف واحد من الخلائق بل يشمل كل ما خَلْق الله من إنس وجن وملائكة والمقصود به تنزيه الله بقدر ما خلق .
” رضا نفسه ” أي تسبيح الاله تسبيحاً في عظمته وجلاله مساوٍ لرضا الله عن نفسه ومما لا شك فيه أن رضا الله عن نفسه لا نهاية له .
“وزِنَةَ عَرْشِهِ ” قال العلماء عن العرش أنه أعظم مخلوقات الله الذي استوى عليه الإله استواء يليق بعظمته حيث قال تعالى : ” فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم ” [ المؤمنون / 116 ] ، قال ابن كثير رحمه الله في هذا السياق “هو رب العرش العظيم ” أي : ” هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل ، أما عن معنى ” وزنة عرشه “ في الحديث هو تنِزيه الله بِقدْر أعظم المخلوقات وهو العرش .
شاهد أيضا:احتجاجات في قطر ضد قانون انتخابي يقصي مكونات قبلية
“و مِدَادَ كَلِمَاتِهِ “ وهنا فيه تنْزِيه لله على قدر مداد كلماته ومعنى المداد هو الحبر الّذي يتم الكتابة به حيث قال تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) الكهف 109
شاهد أيضا:طريقة عمل الكبسة باللحمة الحمراء والبيضاء
فضل ذكر الله
للذاكرين الله أجور كبيرة أهمها أنه يفوز الذاكر لله برضاه حيث قال سبحانه وتعالى ” وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ” [الأحزاب:35].
كما ويحظى الذاكر لله برفع منازله يوم القيامة كما ورد عن بعض الصحابة عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال : ” كان إدريس -عليه السلام- خياطاً، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان – يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكاناً علياً، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائماً أكثر الناس تسبيحاً واستغفاراً “