جدول المحتويات
معلومات عن يوم التروية ما المقصود بيوم التروية
في اللغةً فإن يوم التروية آتٍ من رَوِيَ والتي تعني شُّرب الماء حتى ذهاب العَطش أو الشرب حتى الشبع ، أو استسقاء الماء والتزوُّد به أما في الاصطلاح ، فيوم التروية يطلق على اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ، حيث أنه من الأيام التي تؤدى فيها فريضة الحج كما أن له اسماً آخر وهو يوم النقلة ، وسُمِّي بيوم التروية وذلك لأن الحجيج كانوا يتزوّدون بالماء فيه حيث كانو يأخذوه معهم من مكّة إلى عرفات ، أمّا عن سبب تسميته بيوم النقلة فذلك لأنّ الحجّاج كانو يرتحلون أي يتنقلون فيه من مكة إلى مِنى .
سبب تسميته بيوم التروية
وقد قال الإمام الحافظ ابن حجر أنّ سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم ، فقال أنّ الناس كانوا يَروون أنفسهم من الماء فيه، كما ويَروون إِبِلهم فيه أيضاً ؛ حيث أن الأماكن التي كانو ينتقلون إليها خالية من الماء لأنها عبارة عن صحراء فليس فيها آبار ولا حتى عيون ماء . وقيل إنه سمي بهذا الاسم لحصول التروي فيه لإبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام ، حيث قال العلامة العيني في “البناية شرح الهداية” أنه سمي يوم التروية بهذا الإسم : لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: “إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك”، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروي”.
وقالت دار الإفتاء المصرية أيضاً أنه سُميَ بهذا الاسم ذلك لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل القادمة بعده ، حيث قال العلامة البابرتي في كتاب “العناية شرح الهداية” “وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى” .
فضل يوم التروية
يعتبر يوم التروية من أحد الأيام الفضيلة في السنة فهو من أيّام العشر من ذي الحجة ، وهي التي أقسمَ الله تعالى بها في كتابخ الكريم ولك لفضلها الكبير وعظمتها ، حيث قال : ” وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ ”
كما أنه من الأيّام التي يحبب فيها ذِكر الله -تعالى- ويشمل ذكر الله -تعالى- التكبيرَ والتهليلَ والتحميد والتسبيح أيضاً ، كما يعتبر العمل الفضيل في هذه الأيام دوناً عن غيرها أفضل أجراً حتى من الجهاد في سبيل الله -تعالى- حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- : (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)
أمّا عن فضل الصيام في يوم التروية فقال الرسول أنه يُكفّر السنة الماضية ، حيث قال في الحديث الشريف (صومُ يومِ الترْوِيَةِ كفارَةُ سنَةٍ ، وصومُ يومِ عَرَفَةَ كفارَةُ سنتينِ) لكنه حديث ضعيف وقِيل عنه أنه موضوع ، وهذا لا ينفي أن الصيام في هذه الأيام المباركة له أجر كبير وعظيم لعظم هذه الأيام عند الله عز وجل .
شاهد أيضاً :مميزات وأضرار الذكاء الاصطناعي
أعمال يوم التروية
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع بـيوم التروية برواية وسقاية الحجيج وهو في اليوم الثامن من ذي الحجة في مشعر منى حيث طاف النبي صلى الله عليه وسلم خيام الحجاج ليؤكد حرمة الدماء والعفو والتسامح ومبادئ سيادة القانون وحرمة العرض، وقال لهم: “إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم هذا، ولكنه رضي فيما أقل من ذلك مما تحتقرون من الأعمال” كما قضى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثامن من ذي الحجة في منى أي يوم التروية في مقابلة المسلمين الذين لم يسبق لهم مقابلتهم ، ثم أتوا الصحابة له ببعير حتى يتمكن الناس من رؤيته والحديث معه وسؤاله في الدين الإسلامي عامة ومناسك الحج خاصة .
كما بشر النبي محمد المسلمين في حجة الوداع حيث قال : “الحجاج والعمار وفد على الله تعالى.. إذا دعوه أجابهم وإذا سألوه أعطاهم”
كما قال أيضاً : “إن أفضل الحج العج والثج”، والعج هو رفع الصوت بالتلبية والتكبير والثج هو الذبح والأضحية ، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من التلبية والتحميد والشكر لله تعالى سبحانه في هذا اليوم .
فتيمناً بسنة رسول الله ينطلق الحُجّاج في هذا اليوم وهو الثامن من ذي الحجّة وهو يوم التروية إلى مشعر مِنى ، حيث يكون الحاج إمّا مُتمتِّعاً بالحجّ أو مُفرداً أو قارناً ، فإذا كان مُتمتِّعاً فيُحرم بالحجّ من هناك ، أما إذا كان مفرداً أو قارناً فإنه يكون محرم أصلاً وفي هذا اليوم يبيت الحُجّاج في مِنى تيمناً برسول الله -عليه الصلاة والسلام- كما ويُصلّون في منى الصلوات الخَمس من الظهر حتى فجر اليوم التاسع من ذي الحجة وهو فجر يوم عرفة حيث أنهم يُصلون كل صلاة في وقتها مع فارق بسيط وهو أنّهم يَقصُرون الصلاة الرُّباعية إلى ركعتين فيُصلّون كلا من صلاة الظهر، والعصر، والعشاء، ركعتَين ، أما المغرب فيصلوه ثلاثاً كما هو والفجر ركعتَين أيضاً وبعدها حينما تطلع شمس يوم التاسع من ذي الحجة ، فإن الحجّاج يتوجهون من مشعر مِنى إلى مشعر عرفات .
كما ويشارك أهل مكّة الحجاج في يوم التروية في قصر الصلوات الرباعية ، حيث أنه لم يُوجِب النبيّ – صلى الله عليه وسلم – على أهل مكّة إتمام الصلاة .
أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية
يقع بعض الحجيج في جملة من الأخطاء في يوم التروية كالآتي :
1- الاعتقاد بعض الحجاج أن الإحرام يجب أن يكون من المسجد الحرام ، ولكنه يجوز للحاجّ أن يُحرمَ من نفس مكانه في مِنى دون العودة إلى المسجد الحرام .
2- الاعتقاد بأن ثياب إحرام الحجّ لباساً مختلفاً عن ثياب الإحرام الخاصة بالعمرة التي أحرم فيها قبل الحج وهذا اعتقادٌ خاطئ إذ أنه يمكن للحاج الإحرام بثياب إحرام العمرة نفسها .
3- اضطباع الحاجّ من أول يوم التروية وحتى نهاية الحجّ بالكامل ، وهذا أمرٌ خاطئ ، حيث أن الاضطباع يجب أن يكون عند أداء طواف القدوم فقط ، أو عند طواف العمرة .
4- جمع بعض الحجاج للصلوات في مِنى دون اي عُذر، وهذا الأمرٌ خاطئ ، حيث أن الحاجّ عليه أن يَقصُرُ الصلاة فقط ، وربما يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى فلا حرج في ذلك .
حكم من لم يذهب لـ منى يوم التروية
اتفق العلماء على أن ضمن لم يذهب في يوم التروية إلى منى فلا شيء عليه لأنه هيئة من هيئات الحج أي سنة وليس فرضاً ولا واجب ؛ إنما هي سُنَّة وهيئة.
أي أنه بعد ذلك سواء من كان في مكة أو كان في مِنى وأصبح في اليوم التاسع وهو يوم عرفة فإنه يذهب إلى عرفة فإنهما سواء .
دعاء يوم التروية
لا يوجد لأي من مناسك الحج من الطواف أو السعي بين الصفا والمروة أو الوقوف بعرفة و مزدلفة ومنى أي أدعية معينة لابد منها، حيث أن يبدأ لمؤمن فيها بالدعاء وذكر الله وليس هناك حد محدود لذكره ، حيث يقول ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ” يردد مثل هذا الذكر العظيم ويدعو الله بما أراد من الأدعية ، كما ويسأل ربه مغفرة كل ذنوبه، وادخاله الجنة وعتقه من النار، كما ويسأل الله له ولوالديه المغفرة .
شاهد أيضاً : افضل طريقة لفحص محرك سيارة مستعملة قبل شرائها